قوله عز وجل: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ} أي: أفاضل العباد. وقيل: هذه الإضافة للتخصيص والتفضيل، وإلا فالخلق كلهم عباد الله. {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا} أي: بالسكينة والوقار متواضعين غير أَشِرين ولا مرحين، ولا متكبرين. وقال الحسن: علماء وحكماء. وقال محمد بن الحنفية: أصحاب وقار وعفة لا يسفهون، وإن سُفه عليهم حلموا، والهَوْن في اللغة: والرفق واللين. {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ} يعني السفهاء بما يكرهون، {قَالُوا سَلامًا} قال مجاهد: سدادًا من القول. وقال مقاتل بن حيان: قولا يسلمون فيه من الإثم. وقال الحسن: إن جهل عليهم جاهل حلموا ولم يجهلوا، وليس المراد منه السلام المعروف. وروي عن الحسن: معناه سلموا عليهم، دليله قوله عز وجل: {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم} [القصص- 55]. قال الكلبي وأبو العالية: هذا قبل أن يؤمر بالقتال، ثم نسختها آية القتال. وروي عن الحسن البصري أنه كان إذا قرأ هذه الآية قال: هذا وصف نهارهم، ثم قرأ {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} قال: هذا وصف ليلهم.